كنت فتاة عادية مثل أي فتاة أخرى وعشت طفولتي أتحمل المسؤولية نظراً لكوني أكبر إخوتي السبعة والذين يفصل بينهم في العمر العام والعامين فقط، بدأت الأحداث الغريبة تتسلل إلى حياتي وحياة اسرتي عندما انتقلنا إلى "المنزل الجديد" في الحقيقة كان هذا أفضل منزل سكنا فيه بحكم الحالة المادية العادية، كان عبارة عن فيلا بها 4 شقق خالية من الأثاث .
كان عمري 13 سنة عندما دخلنا المنزل الجديد صباحاً لأول مرة وكنت مصابة آنذاك بمرض الصفراء الكبدي أو فايروس A و متعبة جداً بحيث أنني لم أنتبه إلى تفاصيل المنزل، لكن والدتي خصصت لي غرفة لكي أرتاح فيها بعيداً عن ضجيج اخوتي ، وقام والدي بفرش المنزل بالتدريج.
مر على مكوثنا في تلك الشقة الجميلة أسبوع واحد فقط، وعندما جاء صاحب البيت طلب منا أن ننتقل إلى الشقة المجاورة ولا أعلم ما سر هذا الطلب الغريب! ، لأن الشقق جميعاً متساوية في الحجم والشكل والإمكانات ولن يشكل فارقاً وجودنا على اليمين أو على اليسار، بصراحة تضايقت كثيراً في ذلك اليوم وقلت لأمي لا توافقوا واعترضتُ كثيراً لكن اخوتي فرحوا وبدأو بنقل الاغراض " البسيطة " التي كانت في تلك الشقة إلى الشقة الأخرى وهكذا بدأنا .
منزل جديد أم مستخدم ؟
عندما دخلت للمنزل لأول مرة شعرت باحساس غريب على الرغم من أنني لم يسبق لي الاحتكاك مع الجن أو ظواهر غريبة أو أي شيء غريب " ، الاحساس هو أنني شعرت بأن المكان غير مهجور وكأن أشخاصاً يعيشون فيه، رائحة المنزل ليست غبار أو تراب وأو دهانات! بل رائحة كأنك دخلت بيت يسكنه ناس! وهذا ما جعلني اشعر بالضيق الغريب وعزوت هذا إلى مرضي وسار كل شيء على ما يرام حتى انتقلنا بالكامل من تلك الشقة إلى اختها .
من الاشياء الغريبة التي لاحظتها فور انتقالنا انه كان هناك منور خلفي ( حوش صغير) به نافذة تصل بين الشقتين، شقتنا والشقة الثالثة ، قمت بترتيبه لاخفف الحمل عن والدتي المسكينة ، هذا المنور كان فيه على حد ما أذكر مجلات (لا أذكر ماهي ) وكان فيها صور فنانات وفنانين لا أعرفهم أيضاً كانت مجلة بلغة غير عربية أو إنجليزية وكان بعضها محروقاً وممزقاً، وعلب سجائر ومناديل فارغة ، أوراق كثيرة مكتوبة بخط اليد الغير مفهوم على الإطلاق! ومعلبات زبدة الفول السوداني ( كانت مليئة ومقفلة بقفل المصنع وكانت كثيرة ربما يصل عددها لـ 20 علبة أو أكثر وكان تاريخ صلاحيتها منتهي منذ فترة طويلة جداً ربما ثلاث أعوام أو يزيد) .
أخبرنا صاحب المنزل من قبل ان الشقق لم يسكنها أي شخص وأن العمارة جديدة، ولكن من الواضح وضوح الشمس بأنه يكذب، وقد اكتشفت هذا على الفور وأخبرت أبي ولكن أبي قال فيما معناه : " طنشي ، البيت حلو جديد مو جديد مو هذا الي يهمنا " ، لكنني كنت مقهورة وأشعر بأن ما كان عايش بالشقة حتى لحظة انتقالنا من الرائحة ومما وجدته في المنور ، قمت بتنظيفه ورمي النفايات ، سوف أصف لكم جزء من المنزل ، كانت غرفتي تقع في آخر الممر الكبير ، وفي الطرف الآخر من الممر هناك الصالة الواسعة (شبه مهجورة ) والـمجلس الخاص بالضيوف وكانت أمي تغلق الباب حتى لا يدخل اخواني على السجاد الجديد ويقومون بتوسيخه.
أضواء ،أصوات ، مشاجرات ، أشباح
في هذا المجلس كنت أجلس مع اختي سارة التي تصغرني بعامين لندرس بعيداً عن ضجة الصغار نظراً للعزلة المجلس النسبية عن بقية أرجاء المنزل. وفي أحد المرات التي كنا فيها هناك لاحظنا إضاءة لمبة صغيرة حمراء اللون موجودة في المجلس من تلقاء نفسها. علماً بأننا كنا سعداء بها كأطفال ومن أول يوم أخبرنا أبي بأنه حاول تشغيلها لكنه اكتشف بأنها "محروقة" !إذ كانت الأسلاك الداخلية فيها تالفة لكنها كانت كبيرة ومضيئة بشكل غريب !
حينما أضاءت فجأة لم نشعر بالخوف بل ضحكنا ووقفت سارة أختي تركض بسعادة وتلف في المجلس وهي فرحانه ولكن ما لبث أن انطفأ ضوء العادي لوحده أيضاً مما جعلنا نجفل ونجلس في أماكننا مترقبين، ثم انطفأت اللمبة الحمراء وعاد الوضع لطبيعته!، ركضنا نحو أمي نخبرها بما جرى فلم تعرنا أمي الكثير من الاهتمام فضحكت وقالت: " ارجعوا لدروسكم ".
بدأت الشجارات العنيفة تحدث بين أبي وأمي بشكل لم أعهده طوال حياتي، فقد أصبح أبي عصبياً وأمي تستفزه بشكل لا يطاق، كل شيء في المنزل أصبح لا يطاق وبدأ أبي بضرب أمي أمامنا ويحرمنا من المصروف المدرسي وفعل اشياء غريبة! مع أن أبي كان حنون جداً وطيب القلب ولا أدري ما الذي جعله يتحول هذا التحول الغريب، كان يضربني بشراسة ويسحبني من شعري عندما كنت ادافع عن أمي مما سبب لي عقدة نفسية.
وفي يوم من الأيام كنا نجلس في المجلس (الملعون) ونسجل أصواتنا أنا واخوتي في مسجل الصوت بعيداً عن والداي حتى لا يستيقظان من قيلولة الظهيرة وكنا نضحك ونلقي النكات وهكذا. وفجأة توقف المسجل ، وبدأ الشريط بالعمل وكل ماسمعناه هو اصواتنا بالمقلوب، كان هذا في الواقع مخيف للغاية! ولما شعرت بخوف اخوتي اخرجت الشريط وقلت أن المسجل معطل أو شيء ما أصابه ، مع أن الشريط كان بحالة جيدة ولم يكن به أي عطل!، كانت كل الأشرطة تعمل كما هو مفترض ولكن في هذا الشريط كانت فيه أصواتنا المسجلة بالمقلوب . عندما شعرت بالخوف لكنني أخفتيت شعوري عن أخوتي الصغار وأمسكت بالشريط وقمت بكسره وحرقه بالنار مع تشجيع اخوتي وصراخهم فرحين .
في المرة الأخرى وبينما نستعد للاختبارات كانت اختي سارة تذاكر دروسها معي في المجلس وفجأة قالت :" انا شفت رجل لابس قناع" ، فنظرت لها وقلت ضاحكة : " ماهذا الخيال الواسع ؟! " فقالت وهي تشير من النافذة : " والله رجل لابس قناع نظر لنا من الشباك وراح بسرعة" ، نظرت نحو النافذة الزجاجية العاتمة التي يحيط بها إطار من الألمنيوم ويصعب من خلالها رؤية ما بالخارج إلا اذا كان خيال شخص او ما شابه! فكيف شاهدت انه رجل وانه يلبس قناع ؟ ، لم اعقب على كلامها وغيرت الموضوع حتى لا تشعر بالخوف فأنا أخاف على مشاعر اخواني وأرغب بأن يكونوا أفضل الناس لكن هذا الشعور ازداد قوة عندما شعرت بأن أبي وأمي يمكن أن ينفصلا في أي لحظة من كثرة المشاكل التافهة!
وبعدها بيوم بينما كنت انظف المجلس أضاءت اللمبة الحمراء وشعرت فجأة بدوار غريب ، لم اعرف ماذا جرى! لم اشاهد شيئاً! لم اسمع شيئاً ، فقط شعرت بأنني نمت أو أغمي علي ثم استيقظت والوضع عادي وانا ملقاة على الارض بجانب المكنسة.
كانت اللمبة الحمراء مصدر ازعاج لي ولأختي سارة فخلعتها واخذتها إلى المطبخ ثم كسرتها بالمطرقة الى قطع صغيرة ورميتها في القمامة ، كل هذه الأمور لم تأثر في تأثيراً بالغاً، حتى ذلك اليوم الذي دخلت فيه إلى الحمام.
دخلت لآخذ حمام كالمعتاد ولما نزلت إلى البانيو وفي اللحظة التي أنزلت فيها شعري واذناي في الماء سمعت أصوات أغاني رجال ونساء بما يشبه الأوبرا، كانت اصواتاً عالية وبعثت في الخوف وبلغة غير مفهومة . علماً بأنه لم يكن لدينا تلفزيون وقتها وليس هناك جيران والمنزل أرضي ، اخرجت رأسي من الماء فلم أسمع شيئاً ! وعدت بنفس الوضع واذا بي اسمع نفس الإحتفالية ، وبصراحة أصابني هذا بالذعر فارتديت ملابسي وخرجت على الفور لأسمع صراخ أبي وامي ، وكان أبي يطلق أمي (مرة واحدة فقط ).
في تلك الليلة نامت أمي في غرفتنا وأبي كان في غرفته وكان الضيق والحزن يسيطر علي. فبدلاً من اشتكي لهما حالي أصبحا يتهمان بعضهما امامي ويطلبان مني الحكم عليهما لأعلم أياً منهم المصيب وأياً منهم المخطىء! لم استطع النوم وكنت نائمة على اريكة كنا قد وجدناها في نفس المنزل ، ووضعتها داخل غرفتي امام الباب لكي انام عليها واترك الأسرة لأخوتي ولكن فجأة وبينما انا افكر شعرت بأن شعر رأسي يقف وشممت رائحة "عفنة جداً" نمت على بطني والقيت نظرة على الصالة التي يفصل بيني وبينها الممر الطويل واذ بي ارى خيال اسود لأمرأة منحنية الظهر، وماجعلني اعرف بأنها امرأة لانها بدت كذلك أو ربما ثوبها المنسدل.
كاد قلبي ان يتوقف من الفزع ولم استطع التنفس وتمالكت نفسي حتى مرت المرأة من الصالة باتجاه المجلس ودخلت إليه !كنت ارتجف واسناني تصطك ببعضها من الفزع والخوف وركضت بكل سرعتي لأمي التي كانت نائمة معنا لأوقظها ، وناديتها :" يا ماما.. الحقيني"،
وبالمناسبة أمي خفيفة النوم لكنها لم تستيقظ ، نوزلت دموعي على وجهها وسحبت اذنيها وهززتها بعنف لعلها تصحو لكن دون جدوى ، وتوجهت الى اختي سارة نفس الشيء ولم يستيقظ احد. كنت خائفة ولم يخطر ببالي انها من الممكن ان تكون شبح او جني بل خطر في بالي أنها حرامي متسلل ومن الفزع لم افكر كيف وصل الى داخل المنزل وشعرت بأن شخص ينظر لي من وراء ظهري فالتفت ناحية الباب وانا اتوقع انه ابي لكن لم اجد اي شخص، لا اعرف كم كانت الساعة ولكنها بالتأكيد تعدت منتصف الليل ، وركضت في الممر المتفرع من الممر الكبير نحو غرفة ابي وانا ارتجف واشعر بالبرد الشديد وبقشعريرة في كامل جسدي وخصوصا اسفل ظهري ، وحاولت ايقاظه مع أن أبي من الممكن أن يستيقظ من مجرد فتحي للباب!، لم يستيقظ ولا اعلم كم مر من الوقت وانا ابكي ونمت بجوار ابي وانا ارتجف خوفاً. فكرت بالاتصال بالشرطة ولكن لم يكن لدينا هاتف منزلي والهواتف النقالة لم تكن قد ظهرت في وقتها ، في الصباح خيل لي انه كان حلماً.
ولكن استيقاظي في سرير والداي جعلني أتأكد من أنه لم يكن شيء عادي، أبي وأمي متخاصمين! البيت في تنافر رهيب ، أبي خرج ولم يعد إلا متأخر وأمي تبكي وهي تحضر الغداء ولا يمكن أن تستمع لي، تفقدت المجلس وأنا اترجف ولم يكن هناك أي أثر ولم أجد إلا أن اخبر اختي بما رأيت وصعقت بل صدمت عندما ابتسمت اختي سارة وقالت : " هذي ديامّة ..." ، فصرخت :" مين ديامّة ؟ مجنونة انتي ؟!" ، قالت اختي: " أعرفها دائماً اشوفها بتلعب معانا في الحوش .." ، قلت لها : " أي حوش ؟ " فأشارت ناحية المنور المربع ، وقالت: " دايما تناظر لنا من الشباك وترمي لنا حلويات"
ولا أصف لكم مدى الرعب الذي كنت فيه وسألت أمي ان كان قد جاء إلى شقتنا جيران جدد فاجابت بالنفي! ، بصراحة لم أكن اخرج من المنزل بسبب دراستي بالانتساب أو "منازل" كما يسمونها البعض وذلك لتشدد أبي علينا نحن الفتيات فلا يسمح لنا بالخروج إلا معه أو مع أمي، ولكن اخواتي الأصغر سناً واخوتي كانوا يذهبون جميعاً للصباح عدا أنا واختي سارة وبعد فترة أخبرت أبي برغبتي في حفظ القرآن فوافق على ذهابنا لتحفيظ القرآن ووضعت المسجل وفيه شريط سورة البقرة في المنور وفرحت أمي وظنت اني افعل ذلك لأجل التزامي بالدين ولكن أنا فعلت هذا من أجل الخوف من الجيران المجهولين ! ولكن حصل شيء غريب جدا انه بعد أن عدت من التحفيظ وقلبت الشريط لم يكن يعمل !
والذي فاجأني أن الشريط نفسه "(اقصد الشريط البني الموجود بداخل جسم الشريط ) مثني بالمنتصف كل الشريط مثني بتلك الطريقة من البداية للنهاية، وجن جنوني ففككت الشريط واستخرجته وفوجئت بانه مثني بالكامل مما ضاعف حجم الشريط وجعله لا يعمل واحتكت الدائرتان مع بعضهما! واصبح شريط سورة البقرة غير قابل للاستعمال فأحرقته! تحريت مع اخوتي بطريقة طفولية ، ماذا عن الجيران أو هل شاهدتم الجيران . فكان اخوتي ينظرون لي ببراءة ولم يفهمو شيئاً وبدأت استوعب أن اختي سارة فقط هي من " ترى وتعرف " عن تلك المرأة .
بين فترة وفترة كنت اسأل أختي عن العجوز فتقول لي بأنها اختفت وفي يوم من الأيام أتاني حلم اذكره للآن وهو أن هرة سوداء كانت تنظر لي وتتكلم بلسان امرأة عجوز حيث قالت : " الآن سوف اذهب لأختك .. وركضت وقفزت من النافذة " ، وبعد ان استيقظت ذهبت لأجد اختي في المطبخ تقول لأمي " حلمت بهرة سوداء اسمها ديامة " ولن اخفي عليكم مدى دهشتي حتى أنني عجزت عن الكلام.
رجل الدخان
في يوم استيقظت لصلاة الفجر فأيقظت أبي وأمي اللذان قاما على الفور لتأدية الصلاة، كانت أمي في غرفتها بينما أبي ذهب للصلاة في المسجد. أما أنا فقد كنت أصلي في الممر وارفع صوتي بالقرآن فشاهدت اختي الصغيرة التي كان عمرها آنذاك حوالي 4 سنوات تركض وتدخل الحمام الذي يقع بجانب غرفتي . وبعدها خرجت وامسكت بجلباب الصلاة الخاص بي وهي تبكي ، انهيت صلاتي واحتضنتها وسألتها لماذا تبكي فقالت : " شاهدت رجل كبير واقف على باب الحمام ولكن الرجل كان دخان وزحف ودخل في البالوعة .
كدت أبكي من الخوف وبينما كنت أفكر نامت أختي على يدي فأعدتها لغرفتها وتوجهت إلى أبي وأمي فوراً وبدأت أحكي لهما كل شيء من البداية للنهاية ، لكن أبي لم يصدق واتهمني بالهلوسة وافتعال المشاكل وشاهدت الخوف في عيني أمي ، عندما ذهبت للتحفيظ حكيت لمعلمتي التي وثقت بها كثيراً حينها كل مايجري معي في المنزل وقالت انه يمكن بفعل الجن الذين سكنوا البيت فترة أو يحتمل أن يكون سحر في البيت وطلبت مني البحث في كل مكان وتلاوة البقرة بنفسي ، حاولت أن أطبق ما أمرتني به ولكني أصبحت متخاذلة وكسولة واذا وقفت لفترة أشعر بتنميل في اطراف رجلي ويدي واخلد للنوم الكثير.
أختي سارة
مع الكثير من الأحلام التي لا اتذكر إلا القليل منها لم أعد ألمس القرآن وتركت دروس التحفيظ ، لاحظت أمي ما يحدث معي فأخذتني إلى المستشفى مع أنني لم أكن أشتكي من أي مرض والتحاليل كانت سليمة بالكامل .
كانت اختي تروي لي أحلامها مع "ديامّة" تلك المرأة العجوز التي أعطتها زجاجة زيت "في الحلم" وطلبت منها أن تدهن به كل جسمها وطبعاً كنت أتعجب من كلام أختي لأنها صغيرة ولا تخرج من المنزل ولا تقرأ الكتب! وأيضاً لا يوجد تلفزيون أو أي شيء تستمد منه خيالاتها ، في الواقع كنت أصدقها وأصبحت لها الصدر الحنون فصارت تحكي لي كل شيء.
وفي يوم أصيبت اختي بالإغماء المفاجىء (أشبه بالصرع) وبدأ أبي بقراءة القرآن عليها فمزقت القرآن وضربت أبي برجلها وألصقته بالجدار مما أذهلني نظراً لنحالة جسمها وضخامة أبي . فمن أين أتتها تلك القوة ؟ ، ظلت أمي تبكي بشدة وقال أبي انه سيبحث عن شيخ "يقرأ القرآن " واستدعاني وطلب مني أن أحكي له كل شيء. وكان أخي يوسف الأصغر مني (9 سنوات) يستمع إلى حديثنا فقال أنه شاهد امرأة عجوزة تنتظره كل يوم عند باب بيتنا وأن معها قطة سوداء وأضاف أيضاً جملة غريبة " كانت سريعة "، وقال أن القطة اعترضت طريقه وأخبرنا أخي عبد الرحمن (7 سنوات ) الذي سمع الحديث أيضاً أنها كانت تموء بصوت مخيف وتلاحقهم حتى بدأ في البكاء فاختفت فجأة وتكرر ذلك معهما لأكثر من مرة .
وفي اليوم التالي جاءت سارة إلى أمي في المطبخ وقالت : " أمي ...يوجد مسكينة عند الباب! ايش نعطيها ؟" ، فأعطتها أمي الرز والطماطم وعندما عادت اختي سارة كان رأسها مليء بالطماطم المعصورة وكانت تبكي وتصرخ : " ديامّة .. ديامة " ، مما أصابنا بالذعر فحضنتها أمي وهي تبكي وقرأت القرآن وبدأنا جميعاً بتلاوة الرقية الشرعية والقرآن ثم ذهبنا إلى شيخ يقرأ عليها وبعد عدة جلسات ودهان بزيت مقروء عليه القرآن عادت لطبيعتها ، وكانت تصرخ ويصدر منها رائحة حريق تزكم أنوفنا حينما كان الشيخ يقرأ عليها !
النقش المخبأ
بعد فترة 6 أشهر من دخولنا للمنزل انتقلنا الى منزل آخر ولكن قبل أن نخرج من المنزل وبينما كنا ننقل الاثاث حدث شيء غريب للغاية (والله ما أقوله حقيقة كاملة) ، اتذكرون تلك الاريكة التي كنت انام عليها ؟ كنت اسحبها واحركها لكي أعيدها إلى مكانها الأصلي في الصالة، يعني كما جئنا للمنزل نتركه كما هو وعندما دخلنا المنزل لم تكن هناك سوى تلك الأريكة وكانت جديدة نوعا ما ولكن وأنا احركها قمت بحركة غبية فانفصلت القاعدة وسقطت وأكملت سحبي لها حتى وضعتها في مكانها وإذا بي أرى لوحة تسقط من قعر الأريكة!
لوحة خشبية مربعة تقريباً 30 × 30 سنتمتر وكان عليها نقش وليس رسم. النقش كان غير مفهوم، عبارة عن مبنى غريب يرتفع منه 3 قباب كل واحدة أصغر من أختها وكان مليء برسومات دقيقة ورموز لم أفهم لها كنها ، ألقيت باللوحة تحت الاريكة المكسورة وأنا اشعر بالذعر والبرودة منها وكأنني لمست شيئاً غريباً وليس مجرد لوحة تبدو جميلة للغاية وانتقلنا من المنزل واختفت معه كل المشاكل لكن اختي سارة ما تزال حتى الآن تعاني من بعض الظواهر الغريبة.
طفل عاري
تبلغ أختي من العمر الآن 21 سنة وهي ملتزمة جداً ومحافظة على القرآن والأذكار وترتاد الجامعة ومثقفة ولكنها تعاني من انعدام الأصدقاء وضعف التواصل الإجتماعي واثناء ذلك جاءت خبيرة نفسية للجامعة وحاولت أن تتصل مع سارة لأن الفتيات أخبروها بأنها تكون مخيفة أحياناً ويمكن أن تكون مصابة بنوع من المرض النفسي، واختي بريئة من هذا لكنها أحياناً ترى طفل عاري يركض في المنزل ولكنه يتجسس ولا يفعل شيئاً، وتحلم أحياناً بكوابيس مرعبة لايمكن لأحد أن يتخيلها .
أبناء ديامة
أما أنا فأكثر ما يصيبني هو الجاثوم والكوابيس إذ تعرضت منذ عامين لحادثة غريبة جداً حيث فقدت وعيي وبقيت في المستشفى لمدة 4 أيام تحت العناية المركزة بلا أي سبب وهم يحاولون معرفة سر الغيبوبة التي ألمت بي وتم تشخيص المرض بانه زيادة في كهرباء المخ (أو الصرع ). وبعد أن صحوت وعملوا لي اشعة مقطعية على الدماغ لم يكن هناك أي كهرباء ومن خلالها كنت أحلم بأن شخص جميل الوجه يريدني أن اذهب معه ومن خلال السياج الحديدي كنت أشاهد زوجي وطفلتي على الجانب الآخر وأبكي لأنني لا أريد الذهاب معه ، كنا في مكان مثل سيارة قديمة والعالم من حولي غريب جداً، سماء بلون يميل إلى البنفسجي مختلط بالسحب الصفراء، وكانت الأرض مليئة بالبرك والمستنقعات الموحلة بالطين وكان هو فتى جميل ولطيف جداً كالملاك وأخبرني بأننا سوف نطير معاً وأنه سيحقق كل احلامي وكان الإغراء شديداً لدرجة أنني تملصت منه بصعوبة بالغة وعندما عدت إلى زوجي وابنتي في الحلم صحوت على واقعي ومن الغريب أن اختي اتصلت بي في نفس اليوم وأخبرتني : " أبناء ديامّة يهددوني بك وبوالداي وباخواتي وأنا لا أريد أن يؤذيكم أحد "، وكانت تبكي وبعدها بعدة أيام حلمت بأنني أشاهد نفسي في المرآة ولكن وجهي يبتسم ابتسامة مرعبة وشعري يشتعل بلهب أزرق وعدت لقراءة الرقية والمواظبة عليها وعلى قراءة سورة البقرة كاملة كل يوم وكان التعب والارهاق ينال مني جهداً!
اختي ترفض الزواج حتى الآن كلما تقدم لها شخصاً جيد مع انها فتاة جميلة ومؤدبة إلا انها وحيدة ولا أحد يعرف شخصيتها المرحة واللطيفة سوى أنا وأمي فنحن أقرب الاشخاص إليها بينما يشعر الآخرون بأنها متزمتة وعصبية ولديها نظرات مخيفة. وأدعو الله أن يخلصها من تلك الاشياء التي قلبت حياتها وأن يفك كربها . وأنا الآن متزوجة وربة منزل.
ترويها مريم (23 سنة) - السعودية
ملاحظة- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.